تحظى بجاية بموقع جذاب؛ فهي تطل على البحر مستندة إلى جبل "قورايا"، وديعة مطمئنة هادئة، إذا أقبلت عليها استقبلتك بروعة مناظرها، وسحر أضوائها، وكرم أهلها، وطيبة سكانها.
وخلف المدينة، ومن كل جانب، ترتفع قمم جبال شاهقة مكسوة بالثلج طوال أشهر الشتاء، ومتزينة برداء أخضر في باقي أشهر السنة
إذا رحلت إلى بجاية من مدينة "الجزائر" سرت مدة طويلة في سهل الصومام الخصيب الذي تشرف عليه عظمى قمم جبال الأطلس التلي في عظمة وفخامة.
ومما يسترعي انتباهك، و أنت تعبر هذا السهل، حقول الزيتون التي تمتد على مدى البصر، والتي تتخللها بساتين لإنتاج شتى أنواع الخضر والحبوب.
وإن أنت ذهبت إليها من مدينة "سطيف" العالية انحدرت في اتجاه البحر، ومررت على سد "خراطة" ذي المياه العميقة الخضراء..
أما إذا جئتها من مدينة "جيجل" عبرت إليها أجمل وأشهر طريق محفور في سفح جبل يطل على البحر.
وقد تغري السائح المناظر الجميلة، فيمضي إلى تسلق جبل "قورايا"، ويدخل القلعة؛ وهي حصن قائم على أساسات بناها الإسبان خلال القرن 16، ويتربع على موقع استراتيجي. وفي هذا المكان الذي كان برج بني حماد منتصبا فيه يشرف المرء على المنطقة بأكملها، المدينة وخليجها الذي تعلوه جبال "البابور" الشاهقة.