الفرق بين الكرامة والولاية
أولاً: الكرامة:
أمر خارق للعادة غير مقرون بدعوى النبوة يظهر على يد عبد ظاهر الصلاح ملتزم المتابعة لنبي كلف بشريعته مصحوباً بصحة الاعتقاد والعمل الصالح علم بها أو لم يعلم ولا تدل على غيره لجواز سلبها وأن تكون استدراجاً.
ثانياً: الولاية :
إنه لا تعريف للأولياء أحسن من قول الله تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [(62-64) سورة يونس] "
فالولاية مرتبة في الدين عظيمة لا يبلغها إلا من قام بالدين ظاهراً وباطناً" فالولاية لها جانبان:
- جانب يتعلق بالعبد: وهو القيام بالأوامر واجتناب النواهي ثم التدرج في مراقي العبودية بالنوافل.
- وجانب يتعلق بالرب -سبحانه وتعالى-: وهو محبة هذا العبد ونصرته وتثبيته على الاستقامة.
أقسام الكرامة:
الكرامة قسمان:
1- قسم يتعلق بالعلوم والمكاشفات.
2- قسم يتعلق بالقدرة والتأثيرات.
أما القسم الأول: فهو أن يحصل للإنسان من العلوم ما لا يحصل لغيره ، والمكاشفات أن يكشف له من الأمور مالا يحصل لغيره. مثال الأول ما ورد عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أن الله أطلعه على ما في بطن زوجته من الحمل، أعلمه الله بأنه أنثى. مثال الثاني على ذلك ما حصل للفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في قصته المشهورة: "يا سارية الجبل".
القسم الثاني: وهو ما يتعلق بالقدرة والتأثيرات
مثال على ذلك كما يقول العلماء أن شيخ الإسلام ابن تيمية فقد وهب قوة في المناظرة والتأثير على الخصم من العلوم العقلية و النقلية
ضوابط الكرامة :
ليس كل ما يظهر على أيدي الصالحين أو غيرهم يكون كرامة، بل قد تكون غواية من الشيطان أو إضلالاً من بعض الجن، ولذا فقد وضع الدكتور أحمد بن سعد حمدان محقق كتاب اللالكائي - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة- مقدمة في الجزء التاسع منه خاصة بموضوع الكرامات فوضع حفظه الله أربعة ضوابط مهمة:
1-أن يكون صاحبها مؤمناً متقياً: فيؤدى ما افترضه الله -عز وجل- عليه من الفروض والواجبات ويجتنب ما نهاه الله -عز وجل- عنه من المحرمات ثم يترقي في سلم العبودية بعمل المستحبات وترك المكروهات حتى يحقق معنى الولاية.
2- أن لا يدعي صاحبها الولاية.
3- أن لا تكون سبباً في ترك شيء من الواجبات: الكرامة يحصل عليها الولي بسبب طاعته لله -عز وجل- بإيمانه وتقواه، ويلزم من ذلك أن لا تخالف ما كان سبباً في حصولها.
4- أن لا تخالف أمراً من أمور الدين: عليك الحلال.
فلو رأى في المنام أو في اليقظة أن شخصاً في صورة نبي أو ملك أو صالح يقول له: قد أبحت لك الحرام، أو حرمت عليك الحلال , فإن ذلك من الشيطان.
فوائد الكرامات:
إن الكرامات لا تحصل عبثاً دون حكم وفوائد، وقد لخص العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي فوائد الكرامات في ثلاث قضايا
1- أعظمها الدلالة على كمال قدرة الله ونفوذ مشيئته.
2- أن وقوع الكرامات للأولياء في الحقيقة معجزات للأنبياء لأن تلك الكرامات لم تحصل لهم إلا ببركة متابعة نبيهم الذي نالوا به خيراً كثيراً من جملتها الكرامات.
3- : أن كرامات الأولياء هي من البشرى المعجلة في الحياة الدنيا كما قال تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا} [(64) سورة يونس].