I. المكانة التاريخية لمكة:
لقد أورد "بطليموس" اسم مكة بصيغة "مكوربا" وهو مشتق من الاسم السبئي "مكورباس" ومعناه مقدس أو حرم، وسكنها قبائل "العماليق" ثم نزحت إليه قبائل "جرهم" ومنهم تزوج إسماعيل الذي تفرغ لخدمة البيت وأمور الدين بعد أن تكونت حكومة مكة لحماية الحجيج والسهر على مصلحتهم وفي سنة 208 ق.م آل الحكم إلى قبيلة "خزاعة" وظلت الحال كذلك إلى سنة 440م وهو انتقال السلطات إلى "قريش" وأصبحت أمور الكعبة كلها في يد "قصي بن كلاب".
I. المكانة التجارية لمكة:
كان موع مكة وسط طري القوافل بين مأرب وغزة سببا في رواج تجارة"قريش" فهي مصدر رزقها وثرائها. فمهر أهلها في هذا النشاط وسنوا رحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى الشام ووطدوا بذلك مركزهم التجاري، وفي البيت الحرام حسن استقبالهم للحجاج والعناية بخدمتهم فازدادت شهرة مكة الدينية وازدهرت الحركة التجارية.
I. المكانة الثقافية لمكة:
وقد كان لتحريم القتال عند حرم مكة وان من دخله كان آمنا وهو الأمر الذي اتفق عليه العرب مما جعل الأسواق الأدبية والتجارية فسحة للإبداعات دون أن يمس المشتركين فيها بسوء. سمت منزلة سوق عكاظ أصبحت ملتقى الخطباء وقطب الدائرة الفكرية في الجزيرة وهو أمر لم يسبق له مثيل في ثقافة اليمن القديمة أو في مجالس الأدب وحلقاته الزاهرة في بلاط الحيرة والغساسنة.
I. المكانة الدينية لمكة:
إن قدسية مكة من بيت الله الحرام والكعبة المشرفة فمنذ أن هتف إبراهيم عليه السلام للحج واستجاب له الناس بالتلبية من مختلف البلاد... لم ينقطع عنها زوارها والحاجون إليها وخص العرب لذلك الأشهر الحرم وجعلوا شهر رجب للعمرة وكان إسماعيل أول من تلقن مراسيم الحج وقصة أمه هاجر معروفة وهي تبحث عن الماء لرضيعها وارتباط ذلك بشعيرة الصفا والمروى وراجت منزلة مكة لعلو شأن البيت العتيق فيها وبفضلها أصبح الحجاز أعظم مركز ديني في العالم.